شارك معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش مساء يوم الأحد (19 صفر 1440هـ) في مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثالثة والعشرين الذي ينظمه المجمع بالتعاون مع الجامعة الإسلامية خلال المدة من 19-23 صفر الحالي، والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي والفضيلة والمسؤولين ونخبة كبيرة من العلماء والفقهاء من العالم.
بدأ حفل الافتتاح الذي شهد حضوراً كثيفاً، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، لتتوالى بعدها الكلمات المؤكدة على أهمية هذا المؤتمر وتوقيته، مشيدين بحسن تنظيم الجامعة الإسلامية وجهود المجمع، مثمنين لمعالي الشيخ صالح بن حميد رئيس المجمع، ومعالي الدكتور حاتم المرزوقي مدير الجامعة الإسلامية والفرق المشاركة حسن الإدارة والإعداد لإنجاح هذا المؤتمر الدولي بالغ الأهمية، الذي يأتي في وقت حاسم من تاريخ الأمة الإسلامية ويشارك فيه علماء وفقهاء الأمة من 46 دولة إسلامية.
ورفع معالي المستشار بالديوان الملكي رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على موافقته باستضافة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للدورة الثالثة والعشرين للمجمع، والموافقة الكريمة على رعايته المباركة لأعمال الدورة الحالية، مؤكدًا على أن ذلك يأتي امتدادًا لدعمه ودعم القيادة الرشيدة بالمملكة لأعمال وأنشطة وبرامج المجمع، وأوضح بأن المملكة العربية السعودية تستضيف هذا العام دورة المجمع للمرة التاسعة، بعد أن سبق استضافة مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة دورات سابقة مما يعكس اهتمام هذه البلاد المباركة وحكامها باجتماع الكلمة وتوحيد الجهود بما يعود بالنفع على الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم، مبينًا بأن الدورة الحالية تعقد في زمن حرج للأمة وهي تشهد الفرقة والتنازع والاختلاف بجانب حالة التشدد الديني والتنطع والجهل والتعصب المذهبي الذي يضعف الأمة ويجعلها في خطر، مشددًا على دور العلماء والفقهاء في معالجة هذه المشكلات وحل المعضلات متسلحين بالعلم الشرعي مستعينين بتوفيق الله وعونه.
وأشار رئيس مجمع الفقه الإسلامي إلى أن موضوعات المجمع تتنوع بين موضوعات السياسة الشرعية والأسرية والطبية والاقتصادية والفكرية وهي موضوعات تهم الأمة وكتب فيها بحوث قيمة يناقشها المؤتمر والجميع ينتظر ما تخرج عنه المناقشات من توصيات وقرارات تنتهي بإصدار وثيقة المدينة المنورة، مشيدا بدور الجامعة الإسلامية في تنظيم المؤتمر.
ثم ألقى معالي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام بن داود العبادي كلمة استعرض فيها أبرز إنجازات المجمع خلال السنوات الماضية، مؤكدًا على أن الدورة الحالية تأتي في مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة يقدم فيها المجمع المثال تلو المثال على الاجتهاد الجماعي في القضايا الحادثة والمستجدة التي تتعرض لها الأمة في مسيرتها المعاصرة، تحقيقًا لأهداف ورسالة المجمع.
وقال الدكتور العبادي: إن الدورة الثالثة والعشرين تتناول موضوعات معاصرة تشمل زواج الصغيرات وختان الإناث وأثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين واستكمال أحكام المفطرات في مجال التداوي وأحكام الحلال والإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية وأحكام الغلبة والتبعية في المعاملات المالية وأحكام التحوط فيها، ومعالجة بعض أحكام الصكوك الإسلامية بالإضافة إلى استعراض لدراسة الوسائل الفكرية والعلمية التي يواجه بها ما يسمى به الإرهاب في هذه الأيام والتي تندد به الشريعة أيما تنديد وتعمل على محاربته والوقوف في وجهة بكل وسيلة ممكنة، وذكر بأن المجمع أصدر 178 قرارًا شارك فيها أكثر من ألف بحث نشرت في مجلة المجمع حتى دورته الثاني والعشرين وفي الدورة الحالية ستبلغ مجلة المجمع 76 مجلدًا تتضمن البحوث والنقاشات والقرارات المتخذة مما يمثل موسوعة فقهية معاصرة تتناول أبرز قضايا الأمة وأهم أمورها بكافة النواحي من منطلق فقهي علمي.
وشملت أهداف المؤتمر بيان أحكام النوازل والمستجدات التي تهم المسلمين، وعرض الشريعة الإسلامية عرضاً صحيحاً وإبراز مزاياها، وبيان قدرتها الفذة على معالجة المشكلات الإنسانية المعاصرة، وعلى تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وفق تصور شامل للإسهام: بأصوله ومصادره وقواعده وأحكامه، على أساس أن الفقه الإسلامي هو ثمرة تحكيم شريعة الله سبحانه في الواقع الإنساني بكل أبعاده.
وفي ختام الحفل كرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ضيوف الشرف في الدورة الحالية وهم: معالي الشيخ عبدالله المنيع المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء وعضو المجمع، معالي الشيح عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، معالي الشيخ عبدالله المطلق المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، معالي الدكتور عبدالرحمن السند رئيس الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معالي الشيخ محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الازهر، معالي الشيخ يوسف الشيخ وزير الشؤون الدينية بدولة فلسطين، معالي الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، معالي الدكتور محمد الخلايلة مفتي مملكة الأردن الهاشمية، معالي الدكتور وائل عربيات وزير الأوقاف والشؤون بالأردن سابقًا، معالي الشيخ أحمد يوسف الدريوش رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد، معالي الدكتور حمد بن الشيخ الشيباني الأمين العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بإمارة دبي، معالي الدكتور محمد معصوم ياسين راعي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، معالي الدكتور عبدالسلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
وقد عبر معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور الدريويش عن شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته لهذا المؤتمر في دورته الثالثة والعشرين ودعمه لأعماله والتوجيه السامي الكريم باستضافة هذه الكوكبة من العلماء الذين يمثلون اكثر من أربعين دولة يجتمعون بهذه البقعة الطاهرة من أجل مناقشة ما جدَّ واستجدَّ من النوازل والحوادث والوقائع في عالمنا الإسلامي وغيره من أحوال وشؤون الأقليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية، فضلا عن قضايا الغلو والتطرف ومايؤول إليه ذلك من بغي وإرهاب وإفساد وقتل وتدمير، والدعوة إلى لزوم الإسلام الصحيح قولاً وعملاً ومعتقداً وسلوكاً وأخلاقاً وقيماً، المستمد من الوحيين الكريمين الكتاب والسنة.
والشكر يمتد لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- على اهتمامه بقضايا المسلمين ودعمه للعلم وطلابه.
والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير المدينة المنورة -وفقه الله- على هذا التشريف والتكريم والرعاية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.
وكذا شكر معالي الدكتور الدريويش معالي رئيس المجمع وأمينه والجهة المنظمة والمتعاونة مع المجمع وبخاصة الجامعة الاسلامية بالمدينة، مشيداً معاليه بالأبحاث المقدمة من العلماء والفقهاء والباحثين أعضاء المجمع.