برئاسة معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش عقدت جمعية أهل الحديث المركزية بإسلام آباد ندوة بعنوان: “تعزيز العلاقات السعودية الباكستانية في ضوء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع” وذلك يوم الثلاثاء 6 جمادى الآخرة 1440ه الموافق 12/2/2018م، بحضور وتشريف مستشار دولة رئيس الوزراء الباكستاني الأستاذ علي نواز أعوان، وعدد من العلماء والمشايخ ونخبة من المسؤولين وعدد من القادة الدينيين ورؤساء الأحزاب السياسية والدينية، ورجال العلم والثقافة والإعلام والصحافة، ومسؤولي جمعية أهل الحديث المركزية بإسلام آباد.
وألقى المشاركون في الندوة الضوء على الجوانب المهمة لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظه الله- لجمهورية باكستان الإسلامية باعتبارها زخماً جديداً يزيد من متانة وقوة العلاقات المتجذرة والعميقة بين البلدين على المستويات كافة، وإعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي مع المملكة، ووصفوا هذه الزيارة بإحدى حلقات تعزيز التعاون الإستراتيجي البنّاء والعلاقات الوثيقة والمميزة التي تربط البلدين في مختلف المجالات وتنعكس إيجاباً على العلاقات وزيادة التفاهم والتقارب والتبادل التجاري، وسيكون لها تأثير دائم في الاقتصاد الباكستاني من ناحيتي الاستثمار والنمو.
مشيدين بدور المملكة العربية السعودية دوماً في تقوية الاقتصاد الباكستاني حيث وقفت المملكة مع الشعب الباكستاني في مختلف الأوقات.
وبهذه المناسبة ألقى رئيس الحفل معالي رئيس الجامعة البروفيسور الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمة ضافية حيث قدم الشكر والتقدير والعرفان لجمعية أهل الحديث المركزية على إقامة هذه الندوة المهمة في هذا الوقت المهم.
مؤكداً معاليه على تعزيز العلاقات السعودية الباكستانية حيث إن العلاقات الأخوية بين باكستان والمملكة العربية السعودية المبنية على الأساس المتين من التضامن الإسلامي تمثل نموذجا مثاليا، يستحق أن تحاكيها الدول الأخرى، فباكستان هي الدولة الوحيدة التي ظلت معها العلاقات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية، كدولة إسلامية مستقلة أيديولوجية خلال عدة السنوات الماضية، فهذه العلاقات أخوية وودية، وتربط الدولتين الأواصر التاريخية الدينية والثقافية العميقة التي لم تتزعزع بل تتعمق جذورها والتي جعلت تلك الروابط بين البلدين مثاليا للعالم كله، مع أن العلاقات السعودية الباكستانية تمتد منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، لكنها اتخذت طابعاً عميقاً ذا صبغة استراتيجية سنة بعد سنة مع الحفاظ على شكل تصاعدي.
كما بين معاليه بأن ما يميز العلاقات بين البلدين الصديقين هو التقارب في وجهات النظر فيما يخص الأهداف الاستراتيجية والتعاون المستمر بين البلدين في جميع المجالات، لأن دولة باكستان تعتبر من أكبر الدول الإسلامية من حيث السكان، وكذلك تمتعها بقوة عسكرية كبيرة يجعلها تحظى بأهمية كبيرة في الخريطة السياسية، ويعود تاريخ هذه العلاقات إلى الوقت الذي كانت فيه حركة باكستان في مرحلتها الابتدائية في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وهذه العلاقات بين البلدين المسلمين تقوم على أساس متين من الفكر الإسلامي والقيم الدينية المشتركة بين البلدين التي عمقت هذه العلاقة الثنائية، لأن مسلمي شبه القارة كانت لديهم انتماءات دينية عميقة مع الأماكن المقدسة في المملكة منذ قرون، وبالتالي، عند ما استقلت باكستان ازدادت قوة هذه العلاقة وتنوعها وتحولت من الناس والأفراد إلى المركزية.
وأضاف معالي الدكتور الدريويش قائلاً: لا شك أن هذه المتانة في العلاقات وهذا الاحترام الجم لم يأت من فراغ، بل إنها ثمرة جهود طويلة لقادة البلدين، ولا سيما قادة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس –رحمه الله – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظ الله تعالى- حيث إن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً قد وقفت مع جهورية باكستان الإسلامية في السراء والضراء وفي جميع المواقف الصعبة التي مر بها هذا البلد خلال تاريخه، والحقيقة أن قادة هذا البلد والسياسيين فيها من جميع الأحزاب والأطياف لا يجدون أي غضاضة في الاعتراف بهذه الحقيقة، كما أن الشعب الباكستاني وقادته يقدرون جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله تعالى- في خدمة الحرمين الشريفين وفي الدفاع عنهما وفي خدمة الحجاج والمعتمرين، بالإضافة إلى جهودهما في مجال خدمة الإسلام والمسلمين بصفة عامة، وفي مجال الدفاع عن قضايا المسلمين والدفاع عنهم، ناهيك عن دورهما الفذّ في محاربة الغلو والتطرف والإرهاب ودورهما في نشر السلم والسلام على المستوى العالم.
كما رحب معالي رئيس الجامعة بزيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث تأتي في وقت حاسم يمر به الاقتصاد الباكستاني، ومن أهم جوانب هذه الزيارة الميمونة التي تحظى بالاهتمام البالغ الجانب الاقتصادي منها، حيث إن المملكة العربية السعودية تعتبر إحدى كبريات اقتصاديات العالم، ولها دور كبير في الاستقرار الاقتصادي العالمي، وجمهورية باكستان كإحدى كبريات الدول الإسلامية بحاجة إلى الاستقرار الاقتصادي ولا تستغني عن دعم المملكة العربية السعودية وتعاونها، ولذا فإن الأوساط السياسية والاقتصادية تأمل خيراً كثيراً من هذه الزيارة، وخاصة في ظل رؤية (2030) الطموحة والتي تفتح آفاقاً كبيرة للتبادل والتعاون الاقتصادي والعلمي والبحثي بين البلدين الشقيقين، كما ينظر الشعب الباكستاني إلى أهمية تلك الزيارة، باعتبارها ستشكل دفعة جديدة لنقل العلاقات إلى آفاق أوسع وأشمل، تعود بالخير على الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.
سائلاً الله سبحانه وتعالى أن تتم هذه الزيارة الميمونة بخير وأن تعطي ثمارها المرجوة منها.
وفي نهاية كلمته كرر معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد بن يوسف الدريويش شكره وتقديره للقائمين على جمعية أهل الحديث المركزية ولجميع الحاضرين والمشاركين في هذه الندوة المهمة.