معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار بالديوان الملكي في زيارة للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد

في إطار ما تشهده الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد من حراك علمي وأكاديمي وتبادل الزيارات المختلفة للاستفادة من خبرات وتجارب المؤسسات العلمية والأكاديمية والشخصيات البارزة المعروفة في العالم الإسلامي لا سيما بعد تولي معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش لرئاسة الجامعة وما توليه من اهتمام وعناية وحرص ورعاية قام معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، والمستشار بالديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ورئيس المجلس القضاء الأعلى سابقاً، بزيارة رسمية للجامعة وذلك صباح يوم الأربعاء 5/2/1439هـ الموافق 25/أكتوبر/2017م والوفد المرافق لمعاليه معالي الأستاذ الدكتور/ عبد السلام العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وعدد من المسؤولين والمستشارين في مجمع الفقه الإسلامي الدولي..

ولدى وصول معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد والوفد المرافق لمعاليه إلى مبنى الإدارة في الحرم الجامعي الجديد كان في استقبال معاليه معالي راعي الجامعة، ومعالي رئيس الجامعة، ونواب الرئيس، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام ورئيسات الأقسام العلمية، ومدراء العموم وعدد من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة..

وبعد استراحة قصيرة في مكتب معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الدريويش، شَرَّف الجميع الاجتماع الذي أقيم بهذه المناسبة احتفاءً بمعاليه والوفد المرافق له، حيث بدء الاجتماع بآيات مباركة كريمة من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية حارة من معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زائي حيث عبر فيها عن سروره البالغ وشكره الخاص لصاحب المعالي الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والوفد المرافق له على زيارتهم الجامعة واهتمام معاليه بشؤون إخوانهم المسلمين في كل العالم وخاصة في جمهورية باكستان الإسلامية.. كما قدم شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً على اهتمامهم بالجامعة الإسلامية العالمية..

بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش كلمة شاملة بهذه المناسبة السعيدة على الجميع حيث قال بعد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى بأنه عز وجل مَنَّ علينا نحن جميعَ مسؤولي هذه الجامعة العريقة وأساتذتها ومنسوبيها وطلابها بهذه الفرصة الغالية المباركة، التي سعدنا فيها بالاجتماع في هذا اليوم الأغر المبارك يوم الأربعاء 5/2/1439هـ بالعالم المخلص معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد حفظه الله إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والمستشار بالديوان الملكي.. وذلك في رحاب أكبر وأعرق الجامعات الإسلامية  العالمية في العالم الإسلامي المعروفة بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد..

مضيفاً معاليه: بأن الجامعةُ ترفل اليوم بكل معاني الكلمة في حلل البهجة والسرور؛ لأنّها تقر عيناً بالترحيب بشخصية معاليه الكريمة فقلوب جميعنا مليئة بالمحبة وأفئدتنا تنبض بالمودة وكلماتنا تبحث عن روح الأخوة..

 

كما قدم شكره وتقديره الخاص لمعاليه والوفد المرافق به حيث قال: نشكركم – أيها الضيف الكبير– والوفد المرافق لكم أعمقَ الشكر وأجزلَه، ونُرَحِّب بكم من أعماق قلوبنا، ونستقبلكم بكل معاني الأخوة الإسلامية، وعواطف التقدير والإعزاز الجيّاشة، والاحترام البالغ..

منوهاً معالي الرئيس في كلمته بالعلاقة الوطيدة بين الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والهيئات الخيرية والمجامع الإسلامية ومنها مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة المملكة العربية السعودية والذي يشرف معالي الشيخ صالح بن حميد برئاسته ومعالي الأستاذ الدكتور/ عبد السلام العبادي أميناً عاماً له.. وتأتي زيارتهم اليوم لهذه الجامعة نتيجة مشاركتهم في المؤتمر العالمي الذي يقيمه الجامعة بمشاركة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بعنوان الغذاء الحلال ضوابطه وأحكامه ومستجداته..

ذاكراً معاليه في كلمته أهمية الجامعة ومكانتها على المستوى العلمي والأكاديمي والدعوي والتثقيفي والجغرافي.. حيث تعد مؤسسة تعليمية رائدة وفريدة في شبه القارة الهندية لترسيخ مفاهيم الاستقامة والاعتدال وتنشئة جيل صالح متسلح بالعقيدة الإسلامية الصافية، والأخلاق الدينية الفاضلة.. عامل بأحكام الإسلام ومبادئه.. وهي جامعة إسلامية عالمية مستقلة تم إنشاؤها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان (1401هـ ـ 1980م) تجمع في رحابها الطلاب والطالبات من داخل باكستان وخارجها.. من الدول العربية والإسلامية والأقليات المسلمة.. ليلتقوا جميعاً على مبدأ واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ولينبذوا ما بينهم من خلافات مذهبية أو طائفية مدمرة.. وليكونوا نواة خير لمجتمع مسلم فاضل يسوده الأمن والأمان والمحبة والمودة والاستقرار..

مذكراً معالي الرئيس جهود هذه الجامعة في محاربة الإرهاب ونبذ الغلو والتطرف والتشدد.. حيث قال: لهذه الجامعة جهود متميزة بارزة في نبذ العنف والغلو والتطرف والإفراط والتفريط والإرهاب والإفساد.. ومحاربة ذلك.. والعمل على وقاية المجتمع منه ومن آثاره المدمرة، وأخطاره العظيمة على الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع.. وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل؛ وذلك من خلال عنايتها بالمناهج والمقررات الدراسية عناية بالغة منذ إنشائها؛ واهتمامها بإعداد الطالب إعداداً علمياً وتربوياً سليماً وبناء شخصيته على أساس متين من الإسلام الصحيح، والمعتقد السليم.. ووفق وسطية الإسلام واعتداله واستقامته واتزانه.. وبما يؤهله ليكون عضواً صالحاً نافعاً لمجتمعه ودولته وأمته.. مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الحياة المعاصرة، واحتياجاتها وسوق العمل الحاضر.. والحرص على سلامة هذه المناهج والمقررات مما يفسد الأخلاق، أو يعارض السلوك، أو يهدم الدين أو يفرق جمع الأمة أو ينمي فيها الطائفية أو المذهبية أو التعصب الأعمى المقيت..

وفي الأخير كرر معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الدريويش شكره وتقديره لمعالي الشيخ صالح بن حميد وللوفد المرافق له على هذه الزيارة والاهتمام والعناية..

وبعد كلمة معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش الترحيبية بمعالي الشيخ صالح بن حميد والوفد المرافق له تم عرض فلم وثائقي عن الجامعة ورسالتها وأهدافها والخدمات المقدمة للطلاب والطالبات في الجامعة المختلفة المتعددة..

ثم تحدث فارس الحفل والضيف الكريم معالي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وفقه الله حيث قدم شكره وتقديره أصالةً عن نفسه ونيابة عن الوفد المرافق له لمعالي رئيس الجامعة ولمعالي راعي الجامعة ولكافة منسوبيها أساتذة وطلاباً وإداريين والموظفين على حسن استقبالهم وتكريمهم والوفد المرافق لمعاليه..

متحدثاً معاليه عن أهمية الجامعة الإسلامية العالمية ودورها الكبير وأثرها الإسلامي والعالمي حيث قال معاليه في كلمته الضافية: باسمي شخصياً وباسم زملائي الوفد المرافق من مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة أشكر لكم هذا الاجتماع المبارك بهذه النخبة المختارة من مسؤولي الجامعة وقيادات الجامعة.. وأعتبر هذا الاجتماع من أحب الاجتماعات إلي؛ لأنني أكاديمي وأنا أدرس في الجامعة ومنذ كنت معيداً من 1393هـ وإلى اليوم ولله الحمد لم أترك التدريس وأشرف مهنة عندي هي التدريس بعد الإمامة والخطابة في بيت الله العتيق المسجد الحرام.. وحينما تتكرم دولتي المباركة بتكليفي بأي وظيفة غير أكاديمية فيكون شرطي الأول والمهم في قبولها استمراري في الخطابة والإمامة بالمسجد الحرام وأن لا يؤثر هذا على هنتي التدريس.. ولهذا أعتقد بأن الذي أنتم فيه هو أشرف الأماكن وأشرف وظيفة حيث خصكم الله سبحانه وتعالى واختاركم أن تكونوا علماء تعلمون الناس العلوم الشرعية واللغوية والتقنية والتطبيقية..

ولهذا أرجوا أن تدركوا عظم نعم الله تعالى عليكم بأن خصكم بهذه النعمة الكبرى وهي التدريس والتربية والتعليم.. وكيف لا تكون نعمة وبخاصة إذا كانت في مثل هذه الجامعة جامعة عالمية إسلامية جامعة بين الأصالة والمعاصرة.. حيث يأتي إليها أبناء وبنات المسلمين من كل أقطار الدنيا ومن الأقليات المسلمة وأرجو أن تستشعروا هذه المسؤولية وتقوم بها أحسن قيام.. وأنا متأكد أنكم أهل لذلك..

مضيفاً معالي الشيخ في كلمته: بأن هذه الجامعة تعتبر إحدى الجامعات الرائدة المباركة التي تقوم بجهود جبارة في تعليم وتربية أبناء المسلمين فلذا يحتم علينا الوقوف معها ودعمها مادياً ومعنوياً وهي في قلوبنا والتعاون معها نعتبره عبادة نتعبد الله سبحانه وتعالى بها.. ولا نعتبر ذلك تعاوناً فحسب بل تعاون وعبادة.. وهذا كان سبب مجيئنا واجتماعنا اليوم هو التعاون المثمر البناء بين هذه الجامعة وبين مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وهيئة التعليم العالي بباكستان والذي تمخض عنه إقامة مؤتمر بالشراكة عن الغذاء الحلال.. وهو يدل على شمولية وعالمية هذه الجامعة وأنها تمد يدها وتصرف إمكانياتها في التقارب مع المؤسسات والهيئات المختلفة في الدول الإسلامية والعربية ومنها مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة..

مقدماً معاليه شكره الخاص لهذه الجامعة ولمعالي رئيسها الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش على هذا التعاون المثمر البناء..

مشيراً معاليه أيضاً إلى التعاون بين الجامعة وبين المجمع في مجال مكافحة شلل الأطفال الذي لجمهورية باكستان الإسلامية جهود مباركة في مكافحته وللجامعة دور بارز في تثقيف الناس بخطورة هذا المرض الفتاك.. وسعدنا كل السعادة بما سمعنا عن هذه الجامعة سابقاً وتأكد ذلك لاحقاً عندما رأينا بأعيننا هذا الصرح العلمي الشامخ واطلعنا على معالمه وعلى خدماته الأكاديمية والدعوية والثقافية والبحثية وعلى تنوع التخصصات وكثرة عدد الطلاب والطالبات وكونهم من جنسيات مختلفة.. وتنوعه على مستوى أعضاء هيئة التدريس والطلبة من جميع أنحاء العالم للاضطلاع برسالة الجامعة المتنوعة باختصاصها..

مكررا معاليه شكره وتقديره وامتنانه وسعادته والوفد المرافق له بهذا الاستقبال وهذا الإكرام..

وبعد ذلك قام معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد بن عبد الله والوفد المرافق لمعاليه بجولة لمرافق الجامعة المختلفة حيث بدأها بزيارة كلية الهندسة ومركز أ. د سليمان بن عبد الله أبا الخيل للعلوم التطبيقية وقد أعجب بما يقوم به هذا المركز المهم من الخدمات وما قام به الطلاب في هذا المركز من إنجازات وابتكارات التي تنبع عن مواهبهم وقدراتهم وبخاصة بما يتعلق بتصميم تلك السيارة التي تسير بالطاقة الشمسية..

ثم قاموا بزيارة كلية أصول الدين وأعجب بما رأى في هذه الكلية من الأقسام والتخصصات المختلفة.. وأشاد بهذا الجهد الذي يقوم به معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش مع قلة الموارد المالية للجامعة.. إلا أنها ماضية في خططها وأعمالها المتميزة.. ونأمل أن يكون لها مستقبل رائد ومزهر.. وأن تنال مكانتها الإسلامية والعالمية وأن تكون في مصاف الجامعات العالمية الرائدة..