التقى معالي رئيس الجامعة في مكتبه في مبنى الفيصل القديم صباح يوم الأربعاء 23/أغسطس/2017م 1/ذي الحجة/1438هـ بوفد من بلوشستان برئاسة فضيلة الشيخ حافظ عبد الحفيظ وفضيلة الشيخ زائر خان ومجموعة من طلاب المدارس الدينية المختلفة، وتم خلال اللقاء الاستماع إلى كلمة تعريفية عن مهمة الزيارة من قبل الشيخ حافظ عبد الحفيظ والشيخ/ زائر خان والذين أفادوا أنهم يعملون على هذه المؤسسة المسماة BRZB مؤسسة بلوشستان لتطوير التعليم في المناطق النائية أو الريفية وأهداف هذه المؤسسة الجمع والتأليف بين التعليم الديني والتعليم العصري بالتعاون مع العلماء والممثلين من المدارس الإسلامية والحكومية من أجل النهوض بالتعليم الديني وجعله يجمع بين الأصالة والمعاصرة وأن لديهم أكثر من (100) مدرسة يشرفون عليها. . ويدخلون فيها عدد من المناهج العصرية بالإضافة إلى مناهجها ومقرراتها الدينية وأن هذا الوفد يضم عدداً من الطلاب من مختلف هذه المدارس من إقليم بلوشستان. . وشكروا الجامعة على استقبالهم وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء بمعالي مدير الجامعة والاستفادة من توجيهاته لاسيما وهم يسمعون عنه أخباراً جيدة تفيد أنه من العلماء المتميزين في مجال علوم الشريعة والدراسات الإسلامية ولديه عدد من الأبحاث والكتب العلمية في موضوعات مختلفة . . كما أنه من الدعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . . فهم يريدون أن يستمعوا إلى توجيهاته، والاستفادة من كلماته وآرائه وكتبه ومؤلفاته . .
بعد ذلك ألقى معالي رئيس الجامعة كلمة توجيهية على أبنائه الطلاب من بلوشستان وإخوانه المشرفين عليهم من المشائخ الفضلاء . . بدأها بالترحيب بهم في الجامعة وشكرهم على اختيار الجامعة للزيارة واللقاء بمسؤوليها . . ثم أردف قائلاً:
بداية أوصيكم بتقوى الله ــ عز وجل ــ في السر والعلن والمتابعة للرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم الحرص على طلب العلم وأخذه من أهله من العلماء الربانيين وطلاب العلم المخلصين . . على ضوء ما جاء عن الله وعن رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ والاعتصام بحبل الله المتين؛ امتثالاً لقول الله تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } . .
كما أوصاهم بالفقه في الدين امتثالاً لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} . . ويقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ : ” من يريد الله به خيراً يفقهه في الدين”. . ولدعاء النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لابن عباس ــ رضي الله عنهما: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل” . .
كما أكد معاليه عليهم وحثهم على لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والحرص على الوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف . . ولزوم وسطية الإسلام واعتداله واتزانه واستقامته والبعد عن الغلو والتطرف والتكفير والإرهاب والإفساد . . فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} . . فأنتم من أمة هي خير الأمم على الإطلاق: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} . .
مبيناً معاليه مخاطر الغلو والتطرف وما يؤدي إليه من تكفير وتفجير وإرهاب وإفساد وقتل للأنفس المعصومة بغير وجه حق وما لذلك من أثر على الإسلام وأهله . . وأن هذه التصرفات والأعمال الإجرامية المشينة لا تمت للإسلام بصلة . . وأنها منسوبة إلى أهلها ومرتكبيها وفاعليها ومقترفيها، وأن تلك العمليات الإرهابية والانتحارية غير شرعية وجريمة عظيمة يحرمها الإسلام تحريماً قاطعاً كما يحرمها أهل العلم المعتبرين ويعتبرونها قتلاً للنفس بغير وجه حق وإفساداً واعتداءً وإيذاءً وإتلافاً للأنفس والأموال والممتلكات المحترمة . . ناهيك عن تناقضها وعدم تمشيها مع سماحة الإسلام ويسره ورحمته وعدالته وسموه وكماله وحثه على السلم والسلام والأمن والأمان والتعايش السلمي . .
مؤكداً معاليه في كلمته: على أهمية نبذ الطائفية والمذهبية المقيتة والعصبية والقبلية والإقليمية المذمومة وأن المطلوب التمسك بهدي الكتاب والسنة ومنهج وسيرة سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين مع سلامة المعتقد ونبذ البدع والخرافات . .
ثم بين وحث الجميع على التسلح بالعلوم المعاصرة النافعة المفيدة وأن هذا لا يعارض التسلح والتقوى بالعلوم الشرعية الصحيحة ذلك أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . . ويكون ذلك بالتسلح بالعلم النافع من علوم الدين والدنيا ففي ذلك قوة للمسلم {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} . .
مشيراً معاليه إلى أهمية هذه المرحلة من العمر وهي مرحلة الشباب وأنه يجب استغلالها استغلالاً أمثلاً بعيداً عن التطرف والغلو أو الإفراط والتفريط وعن الشهوات والشبهات بل بوسطية واعتدال وعمل وجد وبذل وعطاء وإنتاج واستغلال لوقت الفراغ فيما ينفع ويفيد ويعود على الشاب بالخير والفائدة وعلى المجتمع والأمة بالرفعة والتقدم والازدهار . .
مشيداً معاليه بأهمية باكستان الإسلامية والإقليمية والإسلامية والعالمية وأن الجميع وبخاصة الشباب مطالب بأن يحافظ على مكتسبات بلده ووطنه ويسعى لعزته ورفعته ونهضته وتنميته . .
ثم ختم معاليه كلمته بالدعاء للجميع بالتوفيق والسداد والمحبة والوئام ولباكستان بالأمن والأمان والسلامة والإسلام وسائر بلاد المسلمين . . وأن يحفظ الله الحجاج والمعتمرين والزائرين ويوفق القائمين على شؤون الحج من قادة المملكة العربية السعودية وجنودهم وأعوانهم وأعضاء حكومتهم وكل عامل مخلص لصالح الإسلام وخدمة المسلمين وفق شرع الله وبما يحقق مصالح عباده في العاجل والآجل، ويسعى لوحدتهم وائتلافهم وجمع كلمتهم. .
وفي ختام اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية والتقاط الصور التوثيقية لهذه المناسبة . .