رئيس الجامعة يرعى الحفل الختامي للدورة التدريبية لمدراء المدارس التابعة للجامعة وتكريم الطلاب المتفوقين

رعى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الحفل الختامي للدورة التدريبية لمدراء المدارس التابعة للجامعة في مختلف الأقاليم الباكستانية وتكريم الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات في هذه المدارس  . . والذي أقيم في يوم الخميس 5/أكتوبر/2017م في قاعة العلامة  إقبال بمقر مسجد الفيصل . .

وقد حضر هذا الحفل سعادة الأستاذ الدكتور/ محمد بشير خان نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وسعادة الدكتور/ سعيد الحسن جشتي مدير إدارة المدارس التابعة للجامعة ومعهد التطوير المهني، والأستاذة/ سنيحة المدربة الرئيس في المعهد والأستاذ/ كاشف المدرب الرئيس في المعهد، والمدراء والمديرات للمدارس التابعة للجامعة وبعض من أولياء أمور الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات . .

حيث بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم . . بعد ذلك قدمت الأستاذة/ سنيحة المدربة الرئيسة في معهد التطوير المهني نبذة موجزة عن مسيرة المدارس التابعة للجامعة التي بدأت فكراً وحلماً في عام 2010م إلى أن وصلت إلى واقع مشهود في هذا اليوم خلال هذه الفترة الوجيزة حيث انتشرت هذه المدارس في جميع  أنحاء البلاد مع تمزيها العملي والمنهجي والتربوي وجودة مخرجاتها حيث بلغ عدد الدارسين فيها إلى (25000) طالباً وطالبة . . مشيرة إلى إنجازات الإدارة الراعية على هذه المدارس ومعهد التطوير المهني من إقامة مختلف الفعاليات والبرامج وورش العمل . .

صعد بعد ذلك الطالب/ أسامة من المدرسة التابعة للجامعة في منطقة “تلة كنك” والذي حصل على الترتيب الأول في امتحانات المرحلة الإعدادية على مستوى منطقة “تلة كنك” . . وبدأ يعبر عن مشاعره نيابة عن باقي الطلاب والطالبات . . حيث قال: “أنقل لكم رسالة وهي التمعن في الكلمات والنصوص والعلوم أكثر من حفظها . . والبذل من أجل البحث عن الكنز المفقود برفع معنويات الذات بالذات . . والعمل على دعوة الآخر إلى الخير بعد دعوة النفس وتعويدها عليه”. .

بعد ذلك رحب سعادة الدكتور/ سعيد الحسن جشتي بمعالي رئيس الجامعة وسعادة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والمدراء والمديرات للمدارس وطلابها وطالباتها والمشاركين . . وشكر لهم جميعاً على هذا الحضور والمشاركة مهنئاً الطلاب المتفوقين والطالبات والمتفوقات وأولياء أمورهم ومدراء المدارس ومديراتها والمعلمين فيها . .

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة البروفيسور الدريويش كلمة ضافية بدأها بالحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين . . ورحب بالجميع من الحضور والمشاركين ذكوراً وإناثا وشكرهم فرداً فرداً . . وقال: “الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد قلعة علم، وبيت المعرفة، وحصن إعداد الرجال والأجيال، والمحرك الرئيس لبناء المتجمع في شتى أنحاء المعمورة ” . .

وقدم معاليه تهانيه الخاصة والخالصة للمتفوقين والمتفوقات وأولياء أمورهم وأساتذتهم ومدراء المدارس والقائمين عليها . . معبراً عن فرحه وسعادته لما شاهد من عدد كبير من المدراء والمديرات لمدارس الجامعة وطلابها وطالباتها في اليوم الذي يتوافق مع اليوم العالمي للمعلم وهو 5/أكتوبر من كل عام . . مبيناً معاليه قيمة العلم ومكانة المعلم وأهمية تربية الأبناء ومسؤولية أولياء الأمور ومهام الأساتذة والتربويين جملة وتفصلا. .

وقد أثنى معاليه على أحد الطلاب المتفوقين وهو الطالب / أسامة من مدرسة “تلة كنك” والذي حاز على الترتيب الأول على مستوى منطقته . . وأشاد بما يتمتع به من بعد نظر وفكر مستنير وطموح عال وثبات على المبادئ وذلك من خلال الكلمة التي ألقاها الطالب والتي تضمنت معان كبيرة في الواقع لا يتلفظ بها ويدركها إلا كبار طلاب العلم بل إنما ما ذكره يعد قول مفكر واع . .

ثم أكد معاليه على أهمية لزوم الوسطية والاعتدال والاتزان والاستقامة . . موضحاً أن الإسلام دين وسطي، وسطي في العبادات، وسطي في المعاملات ، وسطي في الأخلاق، وسطي في المعتقد، وسطي في كل شيء . . مناشداً الجميع على أهمية الأخذ بمبدأ الوسطية في كافة الأمور والبعد عن الغلو والتطرف المؤدي إلى التكفير والإرهاب والإفساد . . كما حذر معاليه من الانحرافات الفكرية أياً كانت والبعد كل البعد عن الشهوات والشبهات وعن قرناء السوء والضلالات . .

وحث معاليه الطلاب والطالبات على أهمية التفقه في الدين والفهم الصحيح له وفقاً لما جاء عن الكتاب والسنة وما عليه صحابة رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ والتابعين وتابعيهم بإحسان . . مشيراً إلى أن العلم وحده لا يكفي بل لا بد معه من الفقه والفهم لأن عدم الفهم ضلال . . ثم أوضح معاليه أهمية المراحل الابتدائية والمتوسطة ووجب الاعتناء بهاتين المرحلتين بخاصة من قبل المعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات وأولياء الأمور حاثاً المعلمين والمعلمات على مزيد من البذل والجد والاجتهاد وتوجيه الطلاب والطالبات إلى استغلال الوقت فيما ينفع ويفيد . . مؤكداً على الطلاب والطالبات على الحرص والاهتمام باحترام الأساتذة وتوقيرهم نظراً لما يبذلونهم من جهد ووقت في سبيل تربيتهم وتعليمهم . . كما أشار إلى وجوب السمع والطاعة للأبوين اللذان يبذلان قصارى جهدهم وعصارة عمرهم والغالي والنفيس من أجل إسعاد أبنائهم وبناتهم وتحقيق النجاح والفلاح والصلاح لهم دنياً وآخرة . .

ثم استطرد معاليه إلى بيان خصائص تلاميذ المرحلة الابتدائية وكيفية مراعاتها ..حيث قال: إذا كانت الحياةُ أغلى شيءٍ على الإنسان، فإن أهمَّ ما يُعين على استثمارها والشعور بأهميتها أن تكون البداية التي ينطلق فيها الإنسان مع الحياة بدايةً سويَّةً وصحيحةً، وبدايةُ الحياة الإنسانيَّة كلِّها تبدأ مع مرحلة الطفولة، التي إذا أحسنَ توجيهها ومراعاة مراحلها، كانت الحياة أسعد وأرغد، وكان الأمل بوجود إنسانٍ مستقيمٍ أكبرَ وأقوى..

فالطفلُ عالمٌ عجيب يُذهِلُ العقل ويَحار معه الفكر، جعله الله – سبحانه –  سرَّ الحياة وبهجتها وزينتها، فصدق القائل عندما قال: “أولادُنا أكبادنا تمشي على الأرض”.

والطفل هو محور العملية التعليمية، وعلى التربية أن تنطلق في استراتيجياتها من واقعه، وأن تستجيب لخصائص نموه واحتياجاته في كل مرحلة من مراحل هذا النمو.. وللطفولة في الإسلام منزلتها الحبيبة، وأهميتها الدقيقة ولقد عنى الإسلام بهذه المرحلة من عمر الإنسان، فحباها بالكثير من الرحمة والعطف، إلى جانب الصقل والتربية..

ولقد عمد علماء النفس إلى تقسيم مراحل الطفولة إلى خمس مراحل، ويعد هذا التقسيم على أساس النمو الجسمي للطفل، وما يواكب هذا النمو من خصائص نفسية ونمو عقلي ولغوي وهذه المراحل هي

1-      مرحلة الطفولة الأولى: وتبدأ من الولادة حتى سن ثلاث سنوات.

2-      مرحلة الطفولة المبكرة ( الطفولة الثانية ): من ثلاث إلى ست سنوات.

3-      مرحلة الطفولة المتوسطة ( الطفولة الثالثة ): من ست إلى تسع سنوات.

4-      مرحلة الطفولة المتأخرة: وتمتد من سن التاسعة إلى الثانية عشرة.

5-      مرحلة المراهقة: التي تبدأ من سن الثالثة عشرة.

وعلى ضوء هذا التقسيم يقع تلاميذ المرحلة الابتدائية في الفئة العمرية من ( 6- 12) عاما؛ أي أن المرحلة الابتدائية تمتد لتشمل مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة ، ومن هذا المنطلق كان لزاما التعرف على خصائص هاتين المرحلتين للتعرف على ملامح شخصية تلميذ المرحلة الابتدائية وسماتها .

مضيفاً معاليه قائلاً: ويمكن عرض خصائص النمو ومتطلباته من خلال مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة ( تلاميذ المرحلة الابتدائية )، إلا أن لكل مظهر من مظاهر النمو المختلفة تطبيقات تربوية خاصة به يجب أن يدركها المعلم أو من يقوم بعملية التدريس لهؤلاء التلاميذ في تلك المرحلة.

فمن التطبيقات التربوية للنمو الحركي ما يلي:

1- إتاحة فرصة للأطفال للتعبير عن نشاطهم العضلي من خلال ممارسة الألعاب مع توفير المكان والوقت المناسبين للأطفال.

2-      الاهتمام بأن تكون الوسائل التعليمية في المدارس الابتدائية مجسمة بقدر الإمكان؛ كي يستطيع الطفل لمسها ورؤيتها .

3-      أن تكون الكتب الدراسية مكتوبة بخط واضح وكبير.

4-      الاهتمام بتغذية الطفل.

وتُعدُّ المدرسة الأسرة الثانية للطفل، وهي بداية اتصال الطفل واحتكاكه بالمجتمع، فعدمُ الاهتمام بالمدرسة يَعني عدم الحرصِ على نمو طفلٍ، ربَّما سيصبح أحدَ أعمدة النهضة في بلدٍ من البلدان، فعلى الأبوين أن يُحسنا اختيار المدرسة التي سيلتحق بها طفلُهما، وألا يتأخَّرا في إرساله إلى روضة من الروضات التي تُعدُّه لاستقبال المدرسة، فالمدرسة مجتمعٌ غريبٌ وجديد على الطفل، وربَّما يكون لها أكبرُ الأثر في إحباط الطفلِ وجعله غير أهلٍ لتحمُّل المسؤوليات، فكم هو مذنبٌ ذلك الأب الذي يُرسل طفله إلى المدرسة، ولا يتابع مسيرته فيها من حيث الحالةُ الدراسيَّة والنفسيَّة، والمدرسون الذين يعلِّمونه! . . فالطفل لا ينسى . .

أما الواجب الثاني، فيقع على عاتق كوادر المدرسة، وقبل ذلك على واضعي مناهج الدراسة للأطفال؛ إذ لا بدَّ أن يكون المنهج مُتفِقًا مع قدرة الطفل، وأن يكونَ متفقًا مع الأوضاع الفكريَّة التي يعيشها الطفل في بلده، فلا يمكن استيراد مناهج من دول فيها إمكانات لا تتحقَّق للطفل في بلده، أضف إلى ذلك أهمية المكان الذي سيدرسُ فيه الطفل – أي الصف – فيجبُ ألا يكون العددُ كبيرًا، بحيث يحرمُ الطفل من التواصل مع المدرس، ولا يستطيع المدرس إشراك جميع الأطفال في الدرس؛ لضخامة عدد التلاميذ.

أمَّا المدرس، فهو حجرُ الزاوية في العمليَّة التربويَّة، إنه الأب الثاني، فإذا كان غيرَ آبهٍ بمسؤولياته تجاه أبنائه من التلاميذ، فأيُّ تربيةٍ ستكون؟! وأيُّ نموٍّ سيتحقق في ظلِّ أستاذ لا يفكِّر إلا بالفائدة الماديَّة، ولا يَهمُّه قضيةَ التعليم؟! ولكن على القائمين على وزارات التربية أن يؤمِّنوا لهذا المدرس أو المدرسة حياةً كريمةً، بحيث لا تَشغلهم همومُ الحياة عن مسؤولياتهم.

على المدرِّس ألا يميِّز بين التلامذة، ولا يجعل العاطفة هي الحَكَمَ، بل عليه أن يكون تعاملُه معهم سواسية، يُعطي المتفوق حقَّه، ويعالج خطأ المخطِئ منهم بحِكمةٍ ورويَّةٍ، عليه أن يساعدهم على المشاركة والتعبير عن آرائهم، وأن يجعلهم يشاركونه في شرحِ الدرس حتى يُنمِّي آفاقَ التفكير عندهم، إن العملية التعليميَّة من أرقى الأعمال وأهمها، ولهذا فإن إعداد المدرس المدرِك لأهمية العمليَّة التربويَّة يُعدُّ من أهم المسؤوليات وأكثرها أهمية.

إن تربية الطفل فنٌّ من الفنون، على المربِّي فيها أن يكون متمتِّعًا بموهبة ريشةِ الفنان ومبضع الجراح، فالطفلُ لوحةٌ بيضاء والمربِّي يلوِّنها بألوانه، فلنكن على قَدر المسؤولية، ولنعط أطفالنا كلَّ ما نستطيع؛ لأنهم هم أمل المستقبل، وهم من سيرثون فكرنا وتربيتنا، فلنحرص على ترك الأثر الجميل بعدنا، ولندرك أهميةَ التعامل مع مراحل نموِّه، وعدم التفريط بأيِّ أساسٍ أو قاعدةٍ تُسهم في تنميته النمو السليم والقويم.

وشكر معاليه في نهاية كلمته الجميع على الحضور والمشاركة والتنظيم لهذا الحفل والترتيب له . .

وفي ختام الحفل قدم معالي درعاً تذكارياً للطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات . . وتم التقاط الصور التذكارية لهؤلاء الطلاب والطالبات مع أولياء أمورهم وأساتذتهم..

ومن الجدير بالذكر أن إدارة مدارس الجامعة تعمل على إعداد المناهج الدراسية وتحديثها من حين لآخر حسب الحاجة . . وتقوم بتدريب وتأهيل المدراء والمديرات متمثلة بمعهد التطوير المهني الذي ينظم مختلف الدورات لهم في مختلف المواسم على مدار العام الدراسي . . فضلاً عن إقامة هذا المعهد مختلف البرامج وورش العمل والندوات واللقاءات للأساتذة والموظفين وغيرهم عن مختلف الموضوعات المهمة مثل كتابة البحوث وأساليبها، وفن الإلقاء والعرض، وإدارة الوقت، وتنظيم فريق العمل، وابتكار المشاريع، وتسويق الأعمال وغيرها من الموضوعات العلمية والإدارية المهمة . .