اختتمت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ممثلة بكلية الشريعة والقانون أعمال مؤتمر: “الغذاء الحلال: ضوابطه وأحكامه ومستجداته”، الذي عقد بين فترة 3-4 صفر 1439هـ، الموافق 24-25 من شهر أكتوبر 2017م، وتحت رعاية كريمة من معالي الأستاذ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي ورئيس مجمع الفقه الإسلامي، وتحت إشراف معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش، وقد حضر الحفل الختامي معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور محمد معصوم ياسين زئي ومعالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور عبد السلام العبادي وعدد كبير من العلماء والأكاديميين من داخل باكستان وخارجها.
وبدء الحفل الختامي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي كلمة شكر فيها معالي رئيس الجامعة وكافة منسوبيها على إقامة هذا المؤتمر وهنأهم على نجاح المؤتمر.
وفي نهاية الحفل كرم معالي رئيس الجامعة معالي إمام وخطيب المسجد الحرام وضيوف المؤتمر بدروع وهدايا تذكارية.
والجدير بالذكر أنه صدر من المؤتمر البيان الختامي التالي:
” الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فقد عقدت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ممثلة بكلية الشريعة والقانون مؤتمراً دوليا بعنوان: “الغذاء الحلال، ضوابطه وأحكامه ومستجداته” بالمشاركة مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وبالتعاون مع هيئة التعليم العالي في جمهورية باكستان الإسلامية، وذلك خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق (3-4) من شهر صفر (1439هـ) المصادف (24-25) من شهر أكتوبر عام (2017م)، وقد عقد المؤتمر تحت رعاية مباشرة من صاحب المعالي فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد –حفظه الله-، إمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس مجمع الفقه الإسلامي، المستشار بالديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، وبإشراف وعناية من معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة، وبحضور ومشاركة أكثر من (60) عالماً وباحثاً وخبيراً من مختلف أنحاء العالم، الذين قدموا أكثر من (60) بحثاً وورقة عمل، تم اختيارها وترشيحها من بين أكثر من (130) بحثاً قدمت إلى المؤتمر بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والأردية، تناولت بالبحث والدراسة والمناقشة: الأصول والضوابط والأحكام الشرعية والمستجدات والنوازل المتعلقة بالغذاء الحلال وإنتاجه وصناعته وخدماته والمتاجرة به، وبعد دراسة ومناقشة مستفيضة لمحاور المؤتمر من خلال الأبحاث وأوراق العمل المقدمة والملاحظات التي أوردها المتداخلون توصل المؤتمرون إلى الآتي:
1- يقدم المشاركون في المؤتمر جزيل الشكر والعرفان لحكومة جمهورية باكستان الإسلامية ممثلة بهيئة التعليم العالي، على تعاونها في عقد هذا المؤتمر الهام، ويسألون الله سبحانه وتعالى لهذه الدولة المباركة مزيداً من التقدم والازدهار والاستقرار
2- كما يقدمون أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي على المشاركة للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في تنظيم هذا المؤتمر المهم في موضوعه وفي توقيته ومكان انعقاده، ويخصون بالشكر الجزيل والعرفان والامتنان العظيم: صاحب المعالي والسماحة العلامة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، المستشار في الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، ومعالي الأستاذ الدكتور عبد السلام بن داود العبادي، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، على مشاركتهما في المؤتمر وإسهامهما الكبير في إثراء محاوره، ويسألون الله سبحانه وتعالى لهم الأجر الجزيل ومزيداً من التوفيق والسداد.
3- ويشكر المشاركون في المؤتمر الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد على استضافتها وتنظيمها لهذا المؤتمر المهم، ويخصون بالشكر: معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور محمد معصوم ياسين زئي، ومعالي رئيسها الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش، وفضيلة عميد كلية الشريعة والقانون الأستاذ الدكتور محمد طاهر حكيم، وجميع المنظمين للمؤتمر ويسألون الله تعالى لهم مزيداً من التوفيق.
4- يؤكد المؤتمرون على أهمية موضوع المؤتمر حيث إن منتجات الحلال من الأغذية وغيرها قد أصبحت في العصر الحاضر من الصناعات والمنتجات الكبيرة الضخمة التي لها أسواق كبيرة وعليها طلب متزايد في مشارق الأرض ومغاربها، مما يحتم على المسلمين أن يقوموا بإنتاج غذاءهم، وأن يتولوا صناعتها وتطويرها وتنميتها وتسويقها، مما يقتضي حاجة الشركات والمصانع الغذائية إلى معرفة الضوابط والأحكام الشرعية المتعلقة بالأغذية ومعرفة الحلال الطيب من غيره، ليكون منهجاً لها في منتجاتها خصوصاً ويتطلب من العلماء بيان ذلك حيث إن الشريعة رتبت كثيراً من الأحكام على ذلك؛ مثل: جواز الأكل والشرب والبيع والشراء، وكون الثمن حلالاً، وإجابة الله لدعاء من اكتفى بأكل الحلال وتجتنب الحرام، والسلامة من العقوبات الأخروية.
5- يوصي المشاركون في المؤتمر الجهات التشريعية والتخطيطية والتجارية في الدول الإسلامية وغيرها، ممن يعملون في مجال إنتاج الغذاء الحلال والمجالات الرقابية، وفي مجال حماية المستهلك، بالاستفادة من أبحاث ودراسات وقرارات وتوصيات هذا المؤتمر وغيرها من المؤتمرات التي عقدت في هذا المجال، ولا سيما القرارات الصادرة من مجمع الفقه الإسلامي، وقرارات هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ومجال سن القوانين والأنظمة في هذا الصدد، لا سيما في مجال حماية المستهلك وذلك باعتبارها نتائج جهود واجتهاد جماعي لكثير من العلماء والخبراء في مجال الشريعة وغيرها من العلوم المساعدة، وحتى تكون تلك القوانين متوافقة مع الشريعة الإسلامية وذلك باعتبار أن هذا الأمر يعتبر حقاً من حقوق المستهلك المسلم.
6- يؤكد المؤتمرون على أن القواعد والضوابط والأحكام التي جاءت بها الشريعة الإسلامية في مجال الغذاء تعتبر معايير موثوقة لمبادئ حفظ الصحة البدنية والعقلية والنفسية للإنسان، حيث إنها تبيح الطيبات وتحرم الخبائث والمضرات، وبناء على ذلك تدعو الجهات الرقابية، والذين يعملون في مجال إنتاج الغذاء أن تأخذ بتلك الأصول والضوابط والأحكام كل في مجال عمله.
7- يدعو المؤتمرون الدول الإسلامية بإجراء معايير شرعية لمنتجات الحلال من الأطعمة والأدوية والملابس مستفيدين في ذلك من قرارات المجامع الفقهية ومؤسسات الاجتهاد الجماعي والمؤتمرات التي عقدت في هذا الخصوص ولا سيما مؤتمرنا الحالي.
8- يدعو المؤتمرون الدول الإسلامية للتعاون والتكامل فيما بينها في مجال إنتاج وتجارة منتجات الحلال، حتى يكون غذاؤها مما تنتجه بأيديها ووفقاً لأحكام دينها وشريعتها.
9- يدعو المشاركون الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ممثلة في كلية الشريعة والقانون أن تنشئ درجة علمية متخصصة (دبلوم أو ماجستير) في مجال أحكام الغذاء الحلال وخدماته وصناعاته، وذلك على غرار الشهادات التي تمنح في مجال المصرفية الإسلامية، وذلك تلبية لمتطلبات سوق العمل لتأهيل الكوادر الشرعية والفنية المتخصصة في هذا المجال، وعلى أن يكون ذلك بالتعاون والمشاركة مع مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.
10- يوصي المشاركون بضرورة استخدام وسائل الإعلام الحديثة لتوعية المجتمع المسلم بصفة خاصة والمجتع الإنساني بصفةعامة ببيان فوائد الغذاء الحلال والتنبيه على مضار الغذاء الحرام ، مع بيان مكانة آثار الغذاء الحلال في تربية الإنسان ومضار الغذاء الحرام في سلوكيات الإنسان ونتائجه الخطيرة وعواقبه الوخيمة.
11- يدعو المؤتمرون العلماء الشرعيين والخبراء المتخصصين في مجال علم بيولوجيا وعلم التغذية والعلوم المساندة لها للتعاون فيما بينهم لنشر أبحاث ودراسات في مجال الغذاء وإنتاجه وصناعته وخدماته وبإجراءات الفحوص والاختبارات للمصنوعات الغذائية المستجدة، وذلك للتكامل في هذا المجال.
12- يوصي المشاركون في المؤتمر الدول الإسلامية بتوفير الأمن الغذائي من خلال دعم وتشجيع منتجات الحلال وتوظيف وإلزام الأيدي المتخصصة الأمينة في جميع مؤسسات الغذاء الحلال وإداراته وجهاته المعنية.
13- يوصي المشاركون في المؤتمر على ضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية، وتجنب العبث بها أو التدخل في السنن الكونية على غير مقتضى الشرع، لأن في ذلك تعطيلاً للحياة في ذاتها على الأرض وهذا منهي عنه.
14- يوصي المشاركون في المؤتمر بالتأكد من مصدر اللحوم والأغذية المعلبة، وتشديد الرقابة عليها من الناحية الشرعية والطبية، وتفعيل دور الجهات الرقابية والعاملين في مجال المواصفات والمقاييس في تحديد جودة المصنوعات والمعلبات، ومدى وجود ضرر من بعض المواد الحافظة المضافة للأطعمة.
15- يوصي المؤتمرون بإصدار دليل إعلامي بمختلف اللغات، يشترك في إعداده المعنيون بهذا الأمر ، يتضمن الضوابط الشرعية والفنية للغذاء الحلال، والمواصفات الصحية والتجارية ، مذيلاً بملحق مزود بالأدلة العلمية على أن طريقة الذبح الإسلامي هي الأمثل رحمة بالحيوان ، وتقليلاً من معاناته ،وأكثر فائدة من الناحية الصحية مقارنةً بالوسائل الميكانيكية المتبعة في مختلف المذابح غير الإسـلامية.
16- يوصي المشاركون بطباعة الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر لإثراء المكتبة العلمية ونشر هذه المعلومات القيمة كما يوصون برفع توصيات هذا المؤتمر إلى مجمع الفقه الإسلامي والجهات المعنية الأخرى لاتخاذ مزيد من الخطوات في المجالات ذات الصلة.
17- أشاد المشاركون بالدور الرائد الذي يقوم به العلماء والخبراء والمختصون في مجال صناعة الحلال والمدارس الدينية والجامعات والمنظمات غير الحكومية، كما أشادوا بما يقوم به حكومة باكستان في سبيل التقنين والتطبيق وفي سبيل قيام هيئة مستقلة قانونية لرقابة الحلال ودعوا إلى مزيد من العمل في هذا الصدد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين”.