الجامعة تحتفل باليوم العالمي للمعلم

احتفلت الجامعة صباح هذا اليوم الخميس 5/أكتوبر/2017م باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف هذا اليوم من كل عام . . وقد تزينت الجامعة باللافتات التي تبرز أهمية المعلم ودوره الريادي في العملية التعليمية وتربية الأجيال ومستقل الدول والبلدان . . وقد أقيم في هذه المناسبة حفل خطابي حضره جمع غفير من أعضاء هيئة التدريس وعضوات هيئة التدريس في القاعة الكبرى مبنى رقم (2) . .

واستضيف في هذا الحفل أحد رواد التربية والتعليم ممن له خبرة وراية وإسهام فاعل في المسيرة التعليمية في باكستان تزيد على (48) سنة وهو سعادة الدكتور/ إعجاز، ومستشار رئيس الوزراء، وأحد العمداء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد . .

حضر الحفل معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ معصوم ياسين زئي ومعالي رئيسها الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش . . ونواب الرئيس وعمداء الكليات ومسؤولة قسم الطالبات ورؤساء ورئيسات الأقسام العلمية وجمع من أعضاء وعضوات هيئة التدريس ومدراء العموم . .

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة البروفيسور الدريويش كلمة ضافية بدأها بالحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين . . ثم قال:

إن رسالة التربية والتعليم التي تستمد أخلاقياتها من الشريعة الإسلامية التي تنطلق منها مبادئ حضارتنا، والمعلم حين يدرك هذا يستشعر عظمة رسالته ويعتز بها، وهذا ما يدعوه إلى الحرص على نقاء سيرته، وطهارةِ سريرته؛ ليحفظ للمهنة شرفَها، فهو بذلك مثال للمسلم المعتز بدينه المتأسي برسوله _ صلى الله عليه وسلم_ وإدراكه لهذا يملي عليه أن الاستقامة والصدق والقوة والأمانة والحِلم والحزم والانضباط والتسامح وحسن المظهر وبشاشة الوجه سمــاتٌ رئيسة في تكوين شخصيته فالاستقامة والأمانة تمليان عليه أن الرقيب الحقيقي على سلوكه – بعد الله تعالى- هو ضميره اليقظ وحسه الناقد اللذان لا ترقى إلى مستواهما أي رقابة خارجية مهما تنوعت أساليبها، فهو يسعى إلى بث الشعور بالرقابة الذاتية بين طلابه ومجتمعه؛ ليحقق بذلك مفهوماً راسخاً للمواطنة لدى الطلاب والمجتمع عامة، ومبدأً راسخاً للاعتدال والتسامح والتعايش في معزل عن الغلو والتطرف، وحينها تصبح لُحْمة العلاقة بين المعلم وطلابه، هي الرغبة في نفعهم والشفقة عليهم، ويصبح أساسها المودة؛ لأنه قدوة لطلابه خاصة ومجتمعه عامة؛ ولهذا فهو يحرص على أن يكون أثره في الناس محموداً وباقيا، وهذا يتأتى من حرصه على طلابه وبذله الجهد في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم، وعدله بين طلابه في كل شيء؛ لأنه يعي أن صفة الصدق والأمانة تتطلب هذا منه، كما تتطلب منه صفة التسامح والرفق أن يعي أن الطالب ينفر من المدرسة التي يستخدم فيها العقاب البدني. ولكي يكون المعلم فاعلا في مجتمعه فإنه يعزز في نفوس طلابه الإحساس بالانتماء لدينهم ثم لولاة أمرهم ووطنهم، وينمي فيهم ضرورة التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى، لأنه يعرف أنه موضع ثقة وتقدير المجتمع فهو حريص على أن يكون في مستوى تلك الثقة، فالآمال تعلق عليه في طلب التقدم المعرفي والارتقاء العلمي.

والمعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة بالإضافة إلي المجتمع وعليه أن يوطد علاقة المدرسة والبيت والمجتمع ويتشاور مع الأسرة في كل ما يهم مستقبل ابنها. وإن كل ما سبق يَسهُل على المعلم تحقيقه بتحقيق الثقة المتبادلة والعمل بروح الفريق الواحد مع زملائه المعلمين ومع الإدارة التربوية واحترامِه قواعد السلوك الوظيفي والتزامِه بالأنظمة والتعليمات.

ومنذ القدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير و تبجيل وعلى أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة على مر العصور، فهو معلم الأجيال ومربيها، وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة خلصنا إلى أن مهنة التعليم الذي اختارها المعلم وانتمى إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها ، وتعزي بعض الأمم فشلها أو نجاحها في الحروب إلى المعلم وسياسة التعليم كما أنها تعزي تقدمها في مجالات الحضارة والرقيّ إلى سياسة التعليم ……..

ويعتبر الأستاذ الجامعي رأس الحربة في عملية التغيير الحضاري إذا أدى رسالته بأمانة وإخلاص حيث يتعايش يوميا مع شريحة الشباب المليئة بالحيوية والحركة. وعربون وفاء الأستاذ الجامعي هو بذل الجهد العلمي لتعزيز رصيد أمته المعرفي بين الأمم.

كما يساهم بشكل فعال في البناء التربوي و العقلي لطلابه وقرائه. لذا ينبغي له أن يسعى جاهدا لأداء مهامه على أحسن وجه رغم كل العقبات المادية والأدبية التي تعترض سبيله. فهو يمثل منارة العلم وراية المعرفة والقدوة الحسنة لمن حوله. فليع دوره الخطير، وليتعاون مع المثقفين الشرفاء للمساهمة في تشييد صروح النهضة العلمية الشاملة لأمته الغراء.

الإخوة أساتذة الجامعة الأعزاء

في هذا المقام يجب أن أشير إلى أهمية أن يقوم المعلم بغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الطلبة وإشعارهم بأهمية العلم وقيمة المعلم باعتباره من ورثة الأنبياء ، وتعريفهم بثواب طالب العلم واحترام الملائكة له وفرشها أجنحتها له رضاً بما يطلب ..

إن قيام المعلم بعمله بإخلاص وتفانيه في أدائه وشعور الطلبة بذلك يعد من أهم الأسباب وأفضل الشروط للانضباط الذاتي ..

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس هناك قاعدة ذهبية لحفظ النظام ، لأن ما ينفع في حالة قد يضر في حالة أخرى ، حيث أن القدرة على ضبط النظام والهيمنة على التلاميذ وتوجيه دفة الدرس كما يريد المعلم شيء موهوب ، ولكن مع ذلك يمكن أن نصل إليه بالتدريب في مواقف تعليمية مختلفة..

إننا نأمل أن يعاد الدور القيادي العلمي والعقلي والاجتماعي والوطني والإعلامي لأساتذة الجامعة ، ليقودوا طلابهم ومجتمعهم في تعايش وطني علمي بعيد عن الفتن الطائفية ، والمذهبية والحزبية والقومية والدينية , لتكون جامعتنا محضن علمي للعلاقة المتميزة والعلمية والوطنية والحيادية، والأخلاق العظيمة والتكافل الجامعي..

وعلى الأستاذ الجامعي أن يكون ذا عقيدة سليمة فالأعمار والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، صحيح أنه لا بد أن يبحث عن الرزق الحلال، وأن يطالب أن يعيش حياة كريمة ومعقولة ولكن عليه أن يبحث عن كل السبل التي تساعده على أداء رسالته..

وعلى الأستاذ الجامعي أن يتفاعل مع مجتمعه، وأن يساهم في خدمة المجتمع وتثقيف الناس، وإرشادهم إلى الخير من خلال مختلف الوسائل المتاحة، ولا سيما في العصر الحاضر الذي تسيرت فيها الوسائل وتعددت، وأن يبادر في الكتابة في الصحف والمجلات والمواقع على الانترنت..

الإخوة الزملاء أساتذة الجامعة:

ولا أريد أن أطيل عليكم، فخير الكلام ما قل ودل، وإنما أريد أن اذكركم بعظم مسئوليتكم، إن مهنة المعلم هي مهنة جديرة بالتقدير فكيف لا يكون ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إنما بعثت معلماً ” فالمعلم مربي أجيال وناقل ثقافة مجتمع من جيل الراشدين إلى جيل الناشئين كما أن وظيفته وظيفة سامية ومقدسة تحدث عنها الرسل والأنبياء والرجال الدين والفلاسفة على مر العصور والأجيال فتعليم الناس الخير والعلم من رسالة الأنبياء والمرسلين؛ فرسالتكم جزء من رسالة الأنبياء والمرسلين.

فرسالتك العظيمة وانت اهل لها، وهذا هو مجتمعك المسلم اسلمك فلذة كبده لتقوم بتربيته وتعليمه، فاحرص على اكسابه الاخلاق الفاضلة، ودربه على المهارات التي تنمي تفكيره وتوسع مداركه، وتهذب طباعه وتصقل قدراته وتشبع ميوله وحاجاته، وفر له الحرية والامان لكي يتعلم وهو آمن فتزيد رغبته في التعلم، اثر دافعيته بتنويع المثيرات، وساعده على حل المشكلات التي تواجهه فان احسنت ذلك جاء الجيل ليعلم أبناءك ويربيهم ويقوم بدورك نحو مجتمعك على أكمل وجه لان المجتمع يصلح بصلاحك ويستعين بك على جيل من الشباب المتحمس لخدمة دينه ووطنه..

واختتم معاليه كلمته بالشكر للحضور والمشاركين والضيوف وكل من نظم هذا اللقاء الطيب المبارك . . داعياً الله سبحانه وتعالى الخير والتوفيق والأمن والأمان والرخاء والسخاء لسائر بلاد المسلمين . .

وفي نهاية الحفل تم تكريم الضيوف بالدروع التذكارية . . وتم التقاء الصورة الجماعية . .